في عددها (1210) الصادر في 14 مايو 1948 كتب عبد السلام الساسي مقالاً مطولاً لصحيفة “أم القرى” عن فلسطين كأنه يطلق النداء الأخير لأنقاذ فلسطين بعنوان “يوم الجلاء عن فلسطين” وهذا نصه:
في الساعة الواحدة من صباح يوم غد “السبت”7 رجب 1367 الموافق 15 مايو 1948 ينتهي الانتداب البريطاني في فلسطين ويبقى الحبل على القارب وعلى هذا الأساس سيتم جلال القوات البريطانية المرابطة في نفس الوقت.
وإنا وإن كنا في الوقت ذاته نتفاءل بهذا الجلاء عن موطن العروبة والإسلام فلسوف تتحقق الغايات والأهداف التي يرمي إليها العرب بجلاء الصهيونيين الظالمين بفضل جهود ملوك العرب وزعمائهم الأقطاب وفي طليعتهم صقر الجزيرة البطل المغوار جلالة الملك “عبد العزيز” آل سعود أيده الله. وما يوم فناء الصهيونية واندثاره ببعيد.
ولا شك ولا ريب فإن هذا اليوم سيحدث اثرًا بعيدًا في الاوساط العربية و انقلابا خطيرا في تاريخ اليهود الذي كتب عليهم الذلة والمسكنة وان قرار التقسيم سيعود غريبا في مهده ويقضي على قرار الوصاية والحماية الأجنبية حتى يصبح أثرا بعد عين وان العرب مهما بعدت الشقة بينهم فانهم ارواح ممزوجة ببعض تربطهم أواصر الأخوة الدينية والغيرة الإسلامية والحمية العربية حتى تظفر فلسطين بعروبتها موحدة لا تقبل التجزئة ولا التفريق وحتى تحمل بقوة الله تعالى غصن السلام تلوح به للعالمين.
وكيف لا يسود هذا الشعور كل شعوب العرب الناطقة بالضاد وهناك ضحايا الحرية وعشاق الاستقلال قد استشهدوا في ساحة الشرف والمجد؟.
وكيف لا تبذل الأموال وتفدى المهج والأرواح وهناك الأرامل والأطفال والغوالي يتسكعن في الشوارع والأسواق ويمثلون على مسارح الصهيوني الظالمة التي قال الله تعالى في مقها “وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة، ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم..”.
هاكم فلسطين التكلى تئن وتتحب ,, هاكم فلسطين المنكوبة في حيائها وحريتها ! هاكم فلسطين العربية والمسلمة تذرف الدموع و تصطلي بشتى أنواع العذاب!!
الا رحمة بهم وشفقة بمهجهم وأرواحهم .. فاين البر بالإنسانية المعذبة؟ اين أباة الضيم وحماة الحق؟؟ اين انصار الحقيقة وأقطاب الحياة الحرة؟ آل سعود أيده الله لم يأل جهدا في تحقيق رغبة الشعوب العربية على التعاون والمساعدة لإنقاذ فلسطين – وأن الاغين الرسميين اللذين نشر أحدهما في العدد الماضي من هذه الجريدة، والذي نشر في مطلع هذه الصفحة من هذا العدد الكفيلين ما يضمره حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم لإنقاذ فلسطين انقاذا عسكريا لا هوادة فيه .. حفظ الله جلالته وادامه ذخرًا ثمينا للعروبة والإسلام.
تختزل المقالة روح الدعم والتضامن العربي والإسلامي الذي تجسده السعودية، بقيادة الملك عبد العزيز آل سعود، مع القضية الفلسطينية. وفي لحظة تاريخية حاسمة، تُعلن نهاية الانتداب البريطاني، وتبقى الآمال معقودة على جهود ملوك العرب وزعمائهم لدحر الصهيونية واستعادة فلسطين لعروبتها وإسلامها. تبرز المقالة نداءً مؤثرًا للعالمين العربي والإسلامي لإنقاذ فلسطين من محنتها، مع التأكيد على الوحدة العربية والإسلامية والتضحية بالمال والنفس لتحقيق هذا الهدف العظيم.
إنها دعوة صادقة لكل أصحاب الضمير الحي للوقوف مع فلسطين وشعبها حتى تنال حريتها واستقلالها الكامل.