في مقابلة تاريخية مع مجلة “لايف” الأمريكية، في 21 مارس 1943، عبر جلالة الملك عبدالعزيز عن رؤيته العميقة لمشكلة فلسطين ووحدة العرب. ألقى الضوء على عدم شرعية المطالب اليهودية في فلسطين، مؤكداً على ضرورة حماية حقوق السكان اليهود الأصليين وضمان عدم استغلالهم للأراضي العربية. كما أبدى تفاؤله بوحدة العرب بمساعدة الحلفاء بعد الحرب. ——————————————————————————————————————————————– مقابلة جلالته مع ممثل مجلة لايف، السيد بوش الرياض، 21 مارس 1943 س: ما هو رأي جلالتكم بخصوص مشكلة فلسطين؟ ج: لقد امتنعت عن إبداء رأيي في مشكلة فلسطين للعرب لتجنب وضعهم في موقف حرج مع الحلفاء. لكن لأنك أحد أصدقائنا، أرغب في إطلاعك على رأيي حتى يتمكن الشعب الأمريكي الصديق من فهم الحقيقة. أولاً، لا أعلم شيئاً يبرر مطالب اليهود في فلسطين. قبل ظهور محمد بقرون، كانت فلسطين تنتمي لليهود. لكن الرومان تغلبوا عليهم، وقتلوا بعضهم وشتتوا الباقين. لم يبقَ أي أثر لحكمهم. ثم استولى العرب على فلسطين من الرومان قبل أكثر من ألف وثلاثمائة عام، ومنذ ذلك الحين بقيت في حوزة المسلمين. هذا يظهر أن اليهود ليس لهم حق في مطالبهم، حيث إن جميع دول العالم شهدت تعاقب شعوب مختلفة غزت تلك الدول وأصبحت أوطانهم دون منازع. إذا اتبعنا نظرية اليهود، فسيصبح من الضروري لكثير من شعوب العالم، بما في ذلك شعب فلسطين، أن يخرجوا من الأراضي التي استوطنوها. ثانياً، لست خائفاً من اليهود أو من إمكانية أن يكون لهم دولة أو قوة، سواء في أرض العرب أو في أي مكان آخر. هذا يتوافق مع ما أوحى الله إلينا من خلال فم نبيه في كتابه المقدس. لذلك أعتبر مطالب اليهود على هذه الأرض خطأً؛ أولاً لأنها تشكل ظلماً ضد العرب والمسلمين بشكل عام؛ وثانياً لأنها تسبب الخلافات والاضطرابات بين المسلمين وأصدقائهم الحلفاء؛ وفي هذا لا أرى أي خير. علاوة على ذلك، إذا كان اليهود مدفوعين للبحث عن مكان للعيش، فإن أوروبا وأمريكا وكذلك الأراضي الأخرى أكبر وأكثر خصوبة من فلسطين، وأكثر ملاءمة لرفاهيتهم ومصالحهم. هذا سيشكل عدالة، وليس هناك حاجة لإقحام الحلفاء والمسلمين في مشكلة خالية من الخير. أما بالنسبة للسكان اليهود الأصليين في فلسطين، فأقترح أن يتفق العرب مع أصدقائهم الحلفاء على حماية مصالح هؤلاء اليهود، بشرط ألا يقوموا بأي فعل قد يؤدي إلى الفتنة والاضطراب، مما لن يكون في المصلحة العامة، وبشرط أن يقدم اليهود ضمانة، مصادق عليها من الحلفاء، بأنهم لن يسعوا لشراء الممتلكات العربية، وسيمتنعون عن استخدام قوتهم المالية الكبيرة لهذا الغرض. هذه الجهود لن تجلب إلا الخسارة والإصابة لشعب فلسطين، والفقر والانحطاط إلى أبوابهم. هذه الجهود ستؤدي حتماً إلى مزيد من المشاكل. من ناحية أخرى، سيعترف العرب بحقوق اليهود وسيضمنون حمايتها. س: ما رأي جلالتكم في الوحدة العربية؟ ج: لا توجد خلافات بين العرب، وأعتقد أنه بمساعدة الحلفاء سيتحدون بعد الحرب. (موقع) رئيس الديوان الملكي
الملك عبدالعزيز في مقابلة مع مجلة “لايف” الأمريكية: ليذهب اليهود ويعيشوا في أوروبا أو أمريكا و ليتركوا فلسطين لأهلها
