الجيش السعودي يعود للوطن بعد قيامه بواجبه الجهادي المقدس في فلسطين

في عدد الصادرة يوم الجمعة يوم الجمعة 29 ربيع الثاني 1969 الموافق 17 فبراير 1950، نشرت صحيفة أم القرى مقالا حول احتفاء المملكة العربية السعودية حكومةً وشعباً بعودة الجيش السعودي المظفر بعد أداء واجب الجهاد المقدس في فلسطين.
نص المقال:
الجيش السعودي المظفر بعد قيامه بواجب الجهاد المقدس في فلسطين
احتفال البلاد حكومة وشعباً باستقبال جيشها الباسل وتكريمه
في يوم الخميس 28/4/68 وصلت إلى ميناء جدة القوى السعودية المجاهدة في فلسطين بعد أن أدت واجب الجهاد في تلك الأرض المقدسة، وقد كان وصولها على متن أربع بواخر بقيادة العقيد إبراهيم بك الطاسان. وقد استقبلت هذه القوى عند وصولها ونزولها في جدة بمراسم حفاوة فخمة من حضرة صاحب السمو الملكي الأمير منصور وزير الدفاع وبمعيته الأمير سعيد بك الكردي رئيس أركان حرب الجيش السعودي وكثير من رجال الجيش وأعيان البلاد. وقد رابطت هذه القوى في معسكر خاص بالقرب من جدة إلى أن تصدر إليها أوامر جديدة.

وفي عشية أمس، أقام الرئيس عبد الله العيسى وكيل قائد منطقة جدة حفلة شاي فاخرة في الثكنة العسكرية تكريماً لقائد هذه القوى السعودية وضباطها. وقد شرف هذه الحفلة حضرة صاحب السمو الملكي الأمير منصور وزير الدفاع كما حضرها سعيد بك الكردي رئيس أركان حرب الجيش السعودي ونخبة من كبار الضباط والرجال العسكريين من مكة والطائف. وقد ألقى في هذه الحفلة الرئيس عبد الله العيسى كلمة رحب فيها بهذه القوى السعودية العائدة من ميدان الجهاد في فلسطين، ثم ألقى بعده سعيد بك الكردي رئيس أركان حرب الجيش كلمة ذكر فيها مراحل جهاد فلسطين وما أفادته القوى السعودية من هذه الحرب والجولات العسكرية في مؤسسات مصر العسكرية وما كان من أثر كبير بين القوى المصرية والسعودية والشعبين المصري والسعودي. ثم ألقى الرئيس حمزة مجلان كلمة بالنيابة عن قائد الوحدات العسكرية السعودية العقيد يحيى بك الطرابلسي، ثم ألقى الملازم أول غازي الطائفي كلمة عن الحنين إلى أرض فلسطين ولزوم بذل كل نفيس في سبيل إنقاذها مهما طال الأمد. ثم ألقى الملازم أول علي زين العابدين والملازم ثاني عبد الله بخاري والأستاذ شكيب الأموي كلمات تناسب المقام، ثم ألقى الملازم أول محمد الطيب التونسي كلمة بالنيابة عن العقيد إبراهيم بك الطاسان قائد الحملة السعودية العائدة من فلسطين شكر فيها المحتفلين والحاضرين على حفاوتهم بهذه الفرقة وأشار إلى أن مواصلة الجهد والمجاهدة والعمل والكفاح هو ما ينبغي أن يكون نصب عين كل عسكري. بعد ذلك انتقل الجميع يتقدمهم سمو الأمير منصور وزير الدفاع إلى سرادق فخم لتناول أطايب المأكولات والحلويات والفواكه والمرطبات، وعقب ذلك انتهت الحفلة وعاد كل فريق من الضباط والقادة إلى مقره والكل يلهج بالثناء على عطف سمو الأمير منصور وجهوده ومساعيه في تنمية الروح العسكرية في البلاد في ظل جلالة القائد الأعلى للجيش مولانا الملك المعظم حفظه الله وأدام نصره وتأييده وأبقاه وآل بيته الأكرمين ذخراً للعرب والمسلمين.

وفي عشية يوم أمس الخميس أقيم في الميدان الواقع غرب محطة الإذاعة السعودية بجدة مهرجان احتفال عظيم باستقبال فرقة الجهاد السعودية العائدة من فلسطين وتكريمها، وقد اشتركت في هذا المهرجان جميع طبقات هذه البلاد حكومة وشعباً. وقد قامت بتنظيم هذا الاحتفال الوطني الرائع لجنة الاستقبال العليا، فوجهت تذاكر الدعوة لحضوره إلى رؤساء الدوائر الرسمية وكافة الأعيان والوجهاء من عموم الطبقات وأساتذة المدارس العالية ورجال الكشافة وعمد المحلات بمكة وجدة وأحضرت السيارات لنقلهم إلى محل الاحتفال. وقامت أمانة العاصمة بطبع التذاكر اللازمة للمدعوين، كما قامت إدارة القصور الملكية بتهيئة ما يلزم للاحتفال من صيوانات وفرش وكراسي وغير ذلك من معدات الاحتفال في محله بذلك الميدان. وقد عنيت بمباشرة تنظيم محل الاحتفال وترتيب معداته لجنة فرعية مؤلفة من أمانة العاصمة وبلدية جدة، كما استعدت إدارة محطة الإذاعة العربية السعودية بمكبرات الصوت وتسجيل هذه الحفلة وإذاعتها من المحطة. وكانت اللجنة الرئيسية لهذا الاحتفال حاضرة في محله للمراقبة وترتيباته وتطبيق برنامجه بدقة، وقامت مديرية شرطة جدة بإحضار أكبر عدد من جنود الشرطة وضباطها للمحافظة على النظام إلى نهاية الاحتفال. وما إن وافت الساعة التاسعة والنصف من يوم الخميس (أمس) حتى اكتظ محل الاحتفال وما أحاط به من ذلك الميدان الفسيح بالجماهير الغفيرة من مختلف الطبقات الحكومية والشعبية للحفاوة بعودة جيشها الباسل الذي برهن بمواقفه المجيدة في جهاد فلسطين على صدق إخلاصه وقوة عزيمته وأثبت أنه جدير بكل تمجيد وتقدير.

وقد افتتحت هذه الحفلة الوطنية التاريخية الكبرى بتلاوة آيات من القرآن الكريم، وبعد ذلك صدحت الموسيقى العسكرية بالسلام الملكي، ثم ألقى الأستاذ محمد حسن عواد مدير الغرفة التجارية بجدة كلمة باسم الشعب رحب فيها بالقوى العسكرية السعودية المجاهدة في فلسطين. ثم ألقى الأستاذ الشيخ أحمد بن إبراهيم الغزاوي شاعر جلالة الملك قصيدة غراء تناسب المقام وقد نشرناها في الصفحة الأولى من عددنا هذا؛ ثم ألقى قائد فرقة الجهاد السعودية كلمة مناسبة، ثم تقدم رئيس أركان حرب الجيش فتشرف بإلقاء كلمة حضرة صاحب السمو الملكي الأمير منصور وزير الدفاع، فكان لها التأثير الأعظم وقوبلت بموجة تصفيق مدوية. ثم أديرت كؤوس المرطبات وأعلن انتهاء الاحتفال، وعلى أثر ذلك قام الجيش السعودي المظفر بعرض عسكري كان به المثال الأعلى في دقة النظام والحماسة والإقدام. وبعد انتهاء هذا العرض العسكري انصرف المحتفلون وقد دوى الفضاء بأصوات هتافاتهم العالية للجيش، كما دوى الفضاء بدعوات تلك الجماهير الحاشدة بأن يحفظ الله جلالة قائد الجيش الأعلى مولانا الملك المعظم وسمو ولي عهده المعظم وسمو نائب جلالته الأكرم وسمو وزير الدفاع الأكرم وسائر آل البيت السعودي الأكرمين وأن يبقيهم ذخراً لرفع كلمة الدين وإعزاز العرب والمسلمين.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *