في برقية نشرتها وزارة الخارجية الأمريكية رقم 173، والتي وصفت بالسرية، وبتاريخ 26 يونيو 1946، أرسل الوزير تشايلدز رسالة إلى وزارة الخارجية توضح موقف الأمير فيصل حول قضية فلسطين ويعبر فيها الأمير فيصل عن ارتياحه لأن السياسة العامة لفلسطين من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لم تُحدد بعد وأنها قيد النظر من قبل لجنة مجلس الوزراء مشددًا على أن قضية فلسطين تعتبر مسألة حياة أو موت للعرب.
وفي نص الرسالة:
برقية الوزارة رقم 173، بتاريخ 26 يونيو. بعد تقديم خطاب الاعتماد، قدم الأمير فيصل العشاء المعتاد لأعضاء السفارة وأعضاء المجتمع الأمريكي البارزين واتيحت لي (الوزير تشايلدز) الفرصة لإبلاغه بأنه يمكن توقع الرد على رسالة الملك قريبًا، وأن السياسة العامة لفلسطين لم تتحدد بعد ولكنها قيد النظر من قبل لجنة مجلس الوزراء.
وفي النقاش الطويل الذي تلا ذلك، والذي يتم إعداد تقرير كامل عنه للإرسال، أعرب الأمير فيصل عن ارتياح كبير لأنه لم يتم اتخاذ قرار نهائي بعد وأعرب عن أمله الشديد بأن يكون القرار عادلاً ولن يضر بالصداقة العظيمة التي تقدرها المملكة العربية السعودية مع الولايات المتحدة. وأضاف أن مسألة فلسطين هي مسألة حياة أو موت للعرب الذين يرون أن الطموحات الصهيونية في فلسطين تهدف في النهاية إلى ابتلاع العالم العربي. كانت تصريحاته معتدلة ولكن حازمة. وكرر أن المملكة العربية السعودية والعالم العربي يعولان كثيراً على إحساس الولايات المتحدة بالعدالة.
في هذه المحادثة الأولى مع المتحدث باسم الملك، أنا مقتنع أنه ما لم نتوخى أقصى درجات الحذر في النظر في جميع جوانب التبعات المحتملة لمسألة فلسطين، قد نواجه صعوبات لأنفسنا في هذه المنطقة الاستراتيجية الحيوية التي تهمنا وطنيًا بشكل كبير، مما سيزعج الولايات المتحدة باستمرار في السنوات المقبلة ويجعل الأهداف التي التزمنا بها في ميثاق الأمم المتحدة بلا جدوى.
مرسلة إلى الوزارة برقم 207، ومكررة إلى القاهرة برقم 90، وبيروت برقم 8، وبغداد برقم 8، والقدس برقم 8، ودمشق برقم 3.