منذ بداية القرن العشرين، شكلت قضية فلسطين واحدة من أبرز القضايا التي شغلت الأوساط السياسية والشعبية في العالم العربي، وكان للمملكة العربية السعودية دورٌ بارز في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية ومواجهة المخططات الاستعمارية التي تهدد هذه الحقوق في 7 يوليو 1937 م أقرت لجنة “بيل” تقسيم فلسطين إلى ثلاثة مناطق، الأولى منطقة عربية مستقلة، والثانية منطقة يهودية مستقلة والثالثة منطقة تكون تحت الانتداب البريطاني. وعلى إثر هذا القرار ، قامت السعودية بعدة اضطرابات ومظاهرات شعبية في المدن السعودية وكتب علماء نجد أنهم سينادون بالجهاد وتشكيل لجنة شعبية في المدن السعودية تقوم برفع صوت الدفاع عن الشعب الفلسطيني في 23 أبريل 1938 م وصلت لجنة “ودهيد” المعنية بتنفيذ مقترحات لجنة “بيل” إلى فلسطين. فوجدت نيران الثورة متصاعدة نتيجة لقرارات التقسيم، إضافة إلى الاضطرابات الحاصلة داخل السعودية والموقف السعودي الرافض لأي عملية تقسيم لفلسطين والسخط الذي أبداه الملك عبدالعزيز آل سعود تجاه السياسة البريطانية. ادى كل ذلك إلى تأجيل تنفيذ توصيات لجنة “بيل”. في 7 فبراير 1939 م بعد فشل بريطانيا التوفيق بين العرب واليهود، وجهت بريطانيا دعوة للعرب والسعودية على وجه التحديد لحضور مؤتمر لندن “المائدة المستديرة” عام 1939 م. يهدف المؤتمر إلى ايجاد صيغة توافقية بين العرب واليهود حول مستقبل فلسطين. عرض الأمير فيصل بن عبدالعزيز وجهة نظر بلاده من فلسطين وحذر الحكومة البريطانية من قضية الهجرة اليهودية إلى فلسطين، معربًا عن استيائه الشديد للنتيجة التي انتهى عليها المؤتمر. في 10 سبتمبر 1946 م وجهت الحكومة البريطانية الدعوة إلى الدول العربية لعقد مؤتمر لحل القضية الفلسطينية. في ذلك المؤتمر، الذي فشل فيما بعد بسبب رفض العرب اليهود على فلسطين. ألقى الأمير فيصل كلمة قال فيها: “أن اليهود اتخذوا الديانة سلما للوصول إلى أغراضهم السياسية، مبيناً السياسة الصهيونية في فلسطين والأعمال التخريبية التي يقومون ، معلناً صراحة أن اليهود لا يشكلون خطرًا على فلسطين فقط بل على جميع بلدان المنطقة. لقد شكلت الفترة ما بين عام 1937 وعام 1946 نقطة تحول حاسمة في تاريخ القضية الفلسطينية، حيث برزت المملكة العربية السعودية كلاعب رئيسي على الساحة السياسية العربية والدولية. من خلال المظاهرات الشعبية، المواقف السياسية، والمشاركة في المؤتمرات الدولية، أكدت السعودية على التزامها بدعم حقوق الفلسطينيين ومحاربة مشاريع تقسيم فلسطين.