استشهاد البطل عبد القادر الحسيني في فلسطين – حادث اليم وحافز عظيم – القضية الفلسطينية في طور دقيق.

في عددها (1206) الصادر في 15 أبريل 1948 نعت السعودية من خلال صحيفتها “أم القرى” الشهيد البطل عبد القادر الحسيني وهذا نص ما نشرته:
“دخلت المسألة الفلسطينية الآن في طور جدي دقيق فقد قرب أوان إنهاء بريطانيا انتدابها على فلسطين وجلائها عنها وأخذ كل من الفريقين المتنازعين في فلسطين يتأهب لمواجهة ذلك وما ينشأ عنه من تطورات ما يثبت مركزه ويحقق رغبته. وقد كان أخيراً الصراع عنيفا بين العرب واليهود في معارك متعددة كان أبرزها المعركة التي خر بها شهيدًا في ميدان المجد والشرف البطل العربي العظيم والقائد المحنك السيد عبد القادر الحسيني ولئن كان مصرعه فاجعة أليمة وخسارة جسيمة على العرب ولاسيما في هذا الظرف العصيب فإنه كتب بدمه الزكي صفحة خالدة في تاريخ البطولة العربية والتضحية الإسلامية في سبيل المحافظة على فلسطين العربية العزيزة التي بها أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين – ولا شك أن هذا البطل العظيم كان بتضحيته هذه الشريفة أعظم حائز لمن يريد المسابقة في ميدان المجد والفخار من العرب المجاهدين الأبرار.
لا ريب أن كلا من الفريقين المتنازعين في فلسطين حريص جدًا على أن يواجه اجتماع هيئة الأمم المتحدة الذي هو وشيك الانعقاد لاعادة النظر في القضية الفلسطينية بما يبرهن على قوته ومنعته التي يؤثر بها على الهيئة المذكورة.
فلذلك يجدر بنا أن نهيب بالعرب أجمعين أن يتضافروا في هذا الظرف الدقيق و يكرسوا قواهم في جميع الميادين الحربية والسياسية والاقتصادية على الوجه الذي يقوى مركزهم، ويثبت منعتهم ويدعم حجتهم في عالم السياسة الدولية الراهنة التي لا تحترم إلا القوة المادية إلى جانب القوة الحقوقية.
وإننا لنأمل من جميع الناطقين بالضاد في هذا الوقت العصيب أن يكونوا صفا واحدا أمام خصومهم الألداء، ورجاؤنا في أن يكون تنفيذ قرار اللجنة السياسية التابعة لجامعة الدول العربية الذي أصدرته اخيرًا بالقاهرة وحنكة وفوق الدول العربية وقوة نضالهم السياسي وعلى رأسهم مد العرب صاحب السمو الملكي الأمير فيصل المعظم في اجتماع هيئة الأمم المتحدة – خير كفيل بأن تصل القضية الفلسطينية إلى ما يصبو إليه العرب من وحدة كاملة واستقلال تام ناجز وقضاء على الصهيونية الظالمة الغاشمة.”
يذكر أن الشهيد القائد أمين الحسيني كان قد التقى بالقيادة السعودية والملك المؤسس عبد العزيز آل سعود طالبًا منه مد الثورة الفلسطينية بالمال والسلاح والعتاد وهو ما كان أن قبله الملك عبد العزيز مؤكدًا وقوف السعودية مع نضال الشعب الفلسطيني.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *