في 28 مايو 1946 ، استلم الوزير الأمريكي (إدي) رسالة مهمة من الأمير فيصل، مختومة من الملك عبد العزيز، موجهة إلى الرئيس ترومان، وأُمر بتسليمها في أقرب وقت ممكن. خلال اللقاء، أعرب الأمير فيصل عن قلق الحكومة السعودية بشأن نوايا الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن هذه الشكوك تعيق أي تقدم في مشاريع التعاون، مثل مقترحات شركة TWA ومعاهدة التجارة والصداقة. وأكد فيصل أن الشكوك حول السياسة الأمريكية، خصوصاً فيما يتعلق بالصهيونية، تعوق بناء الثقة والتعاون الفعّال بين البلدين. وأعرب عن خيبة أمله الشخصية، مشدداً على أن آخر اتصال من الحكومة الأمريكية زاد من تعقيد الوضع بتجاهل المصالح العربية في قضية فلسطين، مما يدفع الدول العربية إلى تحديد سياساتها بشكل مستقل.
وفي خضم اللقاء مع الأمير فيصل:
الأمير فيصل: “ستفهمون أنه لا يمكن للحكومة السعودية أن تتخذ أي إجراء بشأن مشاريع التعاون مثل مقترحات شركة TWA أو معاهدة التجارة والصداقة 54 ما دمنا نشك في نوايا حكومتكم تجاهنا. سيكون من غير المجدي مناقشة خطوط محددة من التعاون طالما أن الجو ملبد بالشكوك الخطيرة حول السياسة الأساسية للولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط. ما زلت آمل شخصياً أن حكومتكم لن تضحي بحسن النية والاستثمار الكبير للشعب الأمريكي في الشرق الأوسط لصالح الصهيونية. من المؤكد أن المصالح المشتركة بين 140 مليون أمريكي و45 مليون عربي في هذه المنطقة ستتغلب على التوسلات الخاصة لما يقرب من 5 ملايين لوبي يهودي. إن مصلحة أمريكا الشاملة في الشرق الأوسط هي التي ستضحي بها.
الأمير فيصل : إذا كنت أنا، أحد القلائل من العرب الذين يعرفون ويحبون أمريكا، أشعر بخيبة الأمل، تخيلوا حالة زملائي المواطنين الذين لا يعرفون الولايات المتحدة الأمريكية. ومع ذلك، كما هو الحال الآن، لا أرغب في العودة إلى الولايات المتحدة حيث تبدو الصداقة التي عملت من أجلها هناك، كما عملت أنت هنا، وكأنها محتقرة.
الأمير فيصل : آخر اتصال من حكومتكم، الذي يُدعى ‘التشاور’، جلب أسوأ إصابة حتى الآن. يطلب بشكل متذمر تعليقات سريعة وبناءة على مشكلة هي تخصنا أكثر مما تخص أمريكا، وقد تبعها إعلان عن سياسة هجرة لفلسطين يجعل التظاهر بالتشاور المسبق سخرية. ستحدد الدول العربية قريباً سياسة لفلسطين بأنفسهم.”
أُرسلت إلى الوزارة برقم 165؛ أُعيدت إلى القاهرة برقم 73؛ القدس 4؛ بيروت 3؛ بغداد 5.