الأمير فيصل: صراعنا مع الصهيونية والهجرة اليهودية ستواجه بالقوة والدبلوماسية

في رسالة أرسلت من الوزير المعين المقيم في المملكة العربية السعودية (موس) إلى وزير الخارجية الأمريكي بتاريخ 7 يونيو 1943، والتي نشرتها الخارجية الأمريكية ضمن الوثائق الأمريكية الدبلوماسية التي سمح بالكشف عنها، يقول الوزير (موس) أنه التقى بالأمير فيصل، وزير الخارجية السعودي، في الطائف، في 5 يونيو 1943، واثير على اللقاء أثيرت قضية الحصول على دعاية كافية في الولايات المتحدة لوجهة النظر العربية بخصوص مشكلة فلسطين بمبادرة من الأمير فيصل.
وفي تلك الرسالة ينقل الوزير (موس) على لسان الأمير فيصل قوله إن اليهود في الولايات المتحدة استخدموا أموالهم ومكانتهم في الولايات المتحدة لتبرير مطالب الصهيونية في أعين الجمهور الأمريكي، على حساب حقوق العرب. لذلك، رأى الأمير فيصل أن الدعاية المؤيدة في الولايات المتحدة ستكون مفيدة في دعم وجهة النظر العربية.
ثم تابع الأمير فيصل قائلاً إن فلسطين بلد صغير: صغير جداً ليكون وطنًا قومياً لجميع اليهود، حتى لو تم تهميش العرب. وأكد أن السكان العرب في فلسطين قد عانوا بالفعل بما فيه الكفاية من اختراق اليهود. فقد العرب أراضيهم وفي بعض الحالات أجبروا على الهجرة من فلسطين. واعتبر الأمير فيصل أنه من العدالة الأساسية ألا يُطلب من العرب تحمل المزيد من الهجرة اليهودية.
وأشار إلى أن النزاع العربي كان أساساً مع الصهاينة ومن يعاونهم، وليس بالضرورة مع اليهود؛ مذكراً في الوقت نفسه أن اليهود والعرب عاشوا بسلام في فلسطين، جنباً إلى جنب، لسنوات عديدة قبل بدء الاستعمار الصهيوني للبلاد.
في وقت لاحق من المحادثة، كشف الأمير فيصل أن والده، الملك ابن سعود، كان يفكر في طلب إجراء مقابلة مع مراسل وكالة أسوشيتد برس، كلايد فارنسورث، وكان الملك يفكر في الطلب بناءً فقط على الدعاية المحتملة الإيجابية في الصحافة الأمريكية إذا تمت الموافقة على المقابلة، أو التعليقات السلبية المحتملة إذا لم تتم الموافقة عليها.
ويضيف الوزير (موس)، بقدر ما أعلم، فإن اهتمام الملك الواضح بالرأي العام الأمريكي هو تطور حديث. يمكن الاستنتاج بأنه مهتم بالفعل بموقف الجمهور الأمريكي من خلال :
أولاً، الزيارة الأخيرة لنويل بوش، مراسل مجلة “لايف”، إلى الرياض.
ثانيًأ، رغبة الملك، أو رغبة الشيخ يوسف ياسين، في نشر رسالة الملك لعام 1938 إلى الرئيس.
وثالثاً، الأساس الذي يعتمد عليه الملك في النظر في طلب السيد فارنسورث لإجراء مقابلة.
ورابعًا، رسالة الملك إلى الرئيس بتاريخ 30 أبريل 1943، المرسلة عبر السفارة في القاهرة، والتي كتبت بأسلوب يمكن اعتباره مناسباً للتوزيع الواسع في نهاية المطاف.
وتفضلوا بقبول فائق الاحترام،

في الختام، تعكس هذه الرسالة التاريخية عمق القلق السعودي تجاه التوسع الصهيوني في فلسطين وتأثير الدعاية الصهيونية في الولايات المتحدة خلال فترة حساسة من الحرب العالمية الثانية. تكشف المبادرات الدبلوماسية للأمير فيصل والملك ابن سعود عن وعيهم المتزايد بأهمية الرأي العام الأمريكي وقدرته على التأثير في السياسات الدولية. كما توضح الرسالة أهمية الإعلام والدعاية كأدوات حاسمة في النضال السياسي، وسعي القيادة السعودية الحثيث لضمان حقوق العرب في فلسطين أمام الضغوط الخارجية المتزايدة.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *