لعبت المملكة العربية السعودية دورا بارزا في جمع شمل العرب وتوحيدهم على خلفية المساعي اليهودية لإقامة دولتهم المزعومة على الأراضي الفلسطينية، حيث كان لها الدور الأبرز إلى جانب مصر وسوريا في إقامة “مؤتمر أنشاص” والذي يعتبر أول قمة عربية في تاريخ العرب الحديث.
ومثل المملكة العربية السعودية في هذا المؤتمر ولي العهد حينها الأمير سعود بن عبد العزيز في 28 أيار 1946 والذي حضره كلا من الملك فاروق عن مصر والرئيس السوري شكري القوتلي والملك عبد الله ملك الأردن والأمير عبد الآله عن العراق ورئيس لبنان بشارة الخوري والأمير سيف الإسلام بن يحيى عن اليمن, وأصدر المؤتمر بيانا جاء فيه ” بأن القضية الفلسطينية ليست قضية الفلسطينيين فحسب بل أنها قضية جميع العرب، وندد بموقف الحكومة البريطانية تجاه هذه القضية”
في حين لم يصدر عن مؤتمر القمة بيان ختامي، وإنما مجموعة من القرارات أهمها: مساعدة الشعوب العربية المستعمرة على نيل استقلالها، وقضية فلسطين قلب القضايا القومية، باعتبارها قطر لا ينفصل عن باقي الأقطار العربية.
وشدد المؤتمر على ضرورة الوقوف أمام الصهيونية، باعتبارها خطر لا يداهم فلسطين وحسب وإنما جميع البلاد العربية والإسلامية، والدعوة إلى وقف الهجرة اليهودية وقفا تاما، ومنع تسرب الأراضي العربية إلى أيدي الصهاينة، والعمل على تحقيق استقلال فلسطين، واعتبار أي سياسة عدوانية موجهة ضد فلسطين تأخذ بها حكومتا أمريكا وبريطانيا هي سياسة عدوانية تجاه كافة دول الجامعة العربية، والدفاع عن كيان فلسطين في حالة الاعتداء عليه، ومساعدة عرب فلسطين بالمال، وبكل الوسائل الممكنة، والعمل على إنهاض الشعوب العربية وترقية مستواها الثقافي والمادي، لتمكنها من مواجهة أي اعتداء صهيوني داهم.